صلّوا كما رأيتموني أصلّي ، هكذا أمرنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، فهذهِ الصلاة التي فرضها الله سبحانهُ وتعالى علينا لا تُقبَل إلاَ كما وردت عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ، فيبنغي على كلّ مسلم ان يتعلّم كيفية الصلاة التي وردَت عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وقد أوضحها العلاّمة الالبانيّ رحمهُ الله تعالى في كتابهِ ( صفة صلاة النبيّ ) بشكلٍ رائع ، فصفة صلاة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم هي الصلاة التي إذا أدّيناها فقد أحسَنّا تأدية هذهِ العبادة العظيمة القدر.
والصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام وهي عمود الدّين ، وهيَ التي أوّل ما يُسأل عنها العبد يوم القيامة ، فإذا صَلُحَت فقد صلح عمله ، وإذا فسدت فقد فسدَ سائر عمله ، والصلاة لها شروط وواجبات وأركان وهيئات ، فالشروط هي من غير جنس الصلاة ولا تصِحّ الصلاةُ إلاّ بها كالوضوء مثلاً ، أمّا الأركان فهيّ من أجزاء وجنس الصلاة نفسها ، ولا تقوم الصلاة ولا تُقبل إلاّ بها كالقراءة بفاتحة الكتب مثلاً ، والالتزام بهذهِ القواعد من أصول الصلاة هوَ بِلا شكّ ممّا يُحسّن صلاة العبد ويرتقي بها.
كيف نحسّن صلاتنا لتحسين الصلاة وتجميلها فلنتذكّر أنّ المُصطلح الذي يتعلّق بحُسن تمام الصلاة هو إقامة الصلاة ، فركن الزكاة نقول واصفين فعلهُ بــ إيتاء الزكاة ، بينما الصلاة بإقامتها ، لأنّها بُنيانٌ من جذور الإسلام وعمرانٌ شامخ في سماء التوحيد ، فينبغي لهذا البناء والصرح أن يكون قائماً بتمامِ وإحسان ، وتحسينه بتحسين أركانه وواجباته وشروطه وهيئاته. وحتّى نُحسّن صلاتنا ونُجمّلها علينا أن نؤدّي خُشوعها وخُضوعها ، فالخشوع بالقلب والجنان والخضوع يكون بالجوارح والأركان. ونُحسّن صلاتنا بتجديد النيّة لله سبحانه وتعالى ، واستحضار أنّنا نقِف بين يديه في الصلاة ، وهذا الاستشعار وهذا الإحساس يولّد الخشية. ويكون تحسين الصلاة بقراءة القرآن بحضور قلب ، فكلام الله عزّ وجلّ يُضفي على الروح جمالاً وتطمئن به القلوب ، وفي الصلاة الجهريّة فإنّ القراءة بصوتٍ جميلٍ عذب يرفع الخشوع ويجمّل الصلاة لأنّ التغنّي بالقرآن حثّنا عليه النبيّ صلّى الله عليه وسلّم. ونحسّن الصلاة بتأديتها جماعةً مع المسلمين في مساجد الله عزّ وجلّ ، فعلاوة على أن لصلاة الجماعة فضل في الدرجات والمنزلة ، فإنّها ممّا يزيد في الإيمان ويجعل صلاتنا أكثر حُسناً وبإذن الله تكون مقبولةً عند الله عزَّ وجلّ.